بقيت ناقصًا | معرض

من معرض «بقيت ناقصًا»

 

يكتب علي قادري في وصف أعمال معرض «بقيت ناقصًا» للفنّان التشكيليّ زهدي قادري، أنّها ترتكز على ثلاث ثيمات رئيسيّة، وهي الموت فلسفيًّا وفنّيًّا، اللا موضوع كثيمة مكرّرة، والذات في الحجر. ويضيف قادري أنّ من "اللافت في أعماله هذه أنّه يتعمّد العبث في هويّة الفنّ، ولأنّ أعماله لا تقوم على الرسم كتقنيّة أو لغة، يستبدلها بالفكرة الخاضعة للتجريب داخل المختبر الفنّيّ، ممّا يضطّره إلى استعمال تقنيّة ومنطق عمل أصبح مألوفًا في أعمال قادري في العقد الأخير؛ وهي تقنيّة الهدم والبناء. فتراه كمتلقٍّ يهدم الشكل المعهود والمألوف باستمرار، وعن وعي مقصود تحدث هذه العمليّة المربكة للفنّان ولمشروع بكامله.

ويضيف قادري في وصف المعرض قائلًا:"إنّ أعمال زهدي قادري الكبيرة، وهي بالمجمل ثمانية أعمال، تستغرق البحث عن إجابة ناقصة باستمرار لسؤال الموت. الموت كفكرة فلسفيّة وكسؤال وجوديّ، شَغَلَ وأرّق مخيّلة الفلاسفة عبر التاريخ. ولا يمكن تقديم إجابات نهائيّة حوله، وعندما يحاول الفنّان في حالة قادري معالجة الموت بالمطلق، يلجأ إلى استخدام لغته ومنطقه الفكريّ والجماليّ من خلال هدم الشكل المقترح والعبث به، عائدًا إلى البناء على أنقاضه فكرة ومعنى جديدين ليصل إلى مقترح جماليّ يسعى للتعبير عن الموت في محاولة لتحقيق الكمال. وذلك بالطبع ضرب من ضروب الإرهاق المتعمّد، لكنّ ذلك يُنْتِجُ حالة وعلاقة جديدة للفنّان مع عمله، لأنّه على دراية تامّة، يضطّر أن يعيش الكمال المطلق من خلال نقصانه هو. ما يعني أنّ الفقدان والخسارة الّتي يُحْدِثها فعل الموت تعيد إنتاج نقصانه، وهذا ينسحب على تجربة الفنّان الشخصيّة حين يفقد أشخاصًا أعزّاءً عليه. فماذا يُبقي الموت منهم، وماذا يأخذ منّا؟".

يستكمل قادري وصفه لفكرة الإرهاق الجماليّ الحاضر في أعمال «بقيت ناقصًا»:"يخطئ من يظنّ أنّ الفنّان زهدي قادري يمارس الرسم كأداة في هذه الأعمال، ولكنّه كما يمكن لنا أن نفهم ونرى، يقيم مظلّة كبيرة هي عبارة عن درع شفّاف عنوانها «اللا موضوع»، وهي تكثيف لمعاني وفكرة انتهاء الموضوع في مسيرة الفنّ ما بعد الحداثيّ. لغته وأدواته إن جاز القول هي لغة هدم وبناء؛ فهو دائم الهدم للشكل المألوف والمعهود، وهذا قد يضعه أمام أسئلة حقيقيّة عن طبيعة الفنّ وظرفه التاريخيّ. ومن البديهيّ عندما يلجأ إلى الهدم لغةً، فعلى أنقاض الهدم يقوم البناء الجديد، فنرى التناقضات تقتحم أعماله بفظاظة وقسوة كبيرة، حتّى يصير فعل الدهشة هو تحقيق الشروط الجماليّة في كلّ عمل جديد".

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة أعمال معرض «بقيت ناقصًا».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

زهدي قادري

 

 

 

وُلد زهدي قادري في عام 1972، في قرية نحف في الجليل، ودرس الفنّ في سان بطرسبيرغ في روسيا. أقام عدّة معارض فنّيّة من بينها معرض «تفكيك الشكل» (2019)، ومعرض «بقيت ناقصًا» (2021).